طالبت نقابات النقل في العالم هذا اليوم جميع الحكومات في جميع أنحاء العالم بالتخلي عن حقوق الملكية الفكرية في منظمة التجارة العالمية لمكافحة كوفيد-19.
مع استمرار موجات المرض المدمرة بشق طريقها إلى قلب البلدان حول العالم ـ وأبرزها الهند ـ فإن الحكومات أصبحت الآن مطالبة بدعم اقتراح الهند وجنوب أفريقيا المقدم لمنظمة التجارة العالمية.
ويدعو الاقتراح إلى التنازل في حالات الطوارئ عن حقوق الملكية الفكرية بموجب الاتفاق الخاص بجوانب حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة (TRIPS) والمتعلقة على وجه التحديد "بالوقاية والاحتواء والعلاج" من فيروس كوفيد-19. والواقع أن هذا الاقتراح تعمل على عرقلته بعض البلدان والكتل القوية.
إن الطريقة الوحيدة للقضاء على مرض كوفيد-19 هي بالقيام بذلك على المستوى العالمي وفي نفس الوقت. ولكي نقوم بذلك، علينا أن نزيل جميع العوائق التي تحول دون إنتاج اللقاحات والعلاجات والفحوصات وتوزيعها والوصول إليها.
وعلى الرغم من الدلائل الواعدة على التعافي في البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث تلقى واحد من كل شخصين في بعض الدول لقاحا من لقاحات كوفيد-19، إلا أن الوباء مستمر في طريقه لتدمير دول جنوب الكرة الأرضية. هناك متحورات من فيروس كوفيد-19 أكثر فتكاً وأسرع انتشاراً وهي التي تفتك الآن بالهند والبرازيل، كما أننا نشهد الآن ارتفاعاً في أعداد الحالات في تايلاند واليمن وجمهورية أفريقيا الوسطى والعراق والكاميرون وفنزويلا وكولومبيا والباكستان حيث زادت الحالات بمقدار الخمس على الأقل في الشهر الماضي.
وهذه الموجات المدمرة في الجنوب العالمي تهدد التعافي في كل مكان. وعلى الرغم من القيود المفروضة على السفر والمحاولات الرامية إلى عزل سلالات الفيروس، فإننا لا نزال نشهد ظهورها حتى في البلدان التي تطبق برامج تطعيم واسعة النطاق. لا أحد آمن حتى يصبح الجميع آمنين.
وقد انتقدت منظمة الصحة العالمية هذا "الاختلال الصادم في توزيع اللقاحات".
ومع أنه في بعض البلدان ذات الدخل المرتفع قد تلقى واحد من كل شخصين لقاحا، فإن هذا الرقم في البلدان ذات الدخل المنخفض بقي عند مستوى واحد من بين كل 500 شخص. فقد سبق للولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي أن اشترت جرعات كافية لتطعيم السكان أكثر من مرتين، وتشير آخر التحليلات إلى أن 87% من اللقاحات قد أعطيت في البلدان الأكثر ثراء. وفي الوقت نفسه، لا نرى عمليات تلقيح مطلقاً أو تكون نسبة الأشخاص الذين تم تلقيحهم أقل من 0.1% في بلدان مثل تنزانيا وتشاد وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
إن الدور الذي تلعبه بعض البلدان في زيادة التفاوت في نشر اللقاحات من خلال منع التنازل عن حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة TRIPS وحصول الجميع على اللقاحات والعلاجات والمعدات الخاصة بكوفيد-19، لا مكان له في عالم متحضر.
لا يمكن إعطاء أرباح الشركات الأولوية على حساب حياة الإنسان.
"هذه حالة طوارئ. ومجلس حقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة TRIPS سوف يجتمع في الثامن من يونيو، ولدينا ثلاثة أسابيع للتأكد من أنهم يفعلون الصواب. وإذا لم يوافق المجلس على هذه التنازلات فإن الملايين سوف يموتون"، على حد تعبير الأمين العام للـITF ستيفن كوتون.
وأضاف كوتون: "إن رسالتنا إلى الحكومات التي تحظر التنازلات هي رسالة بسيطة: إن حياة البشر أكثر أهمية من أرباح الشركات. ولا يمكن منع الوفيات التي يمكن تفاديها إلا من خلال حصول الجميع على اللقاحات والعلاجات والمعدات الخاصة بكوفيد-19".
وقال كوتون: "إن العالم سوف يراقب قمة الصحة العالمية لبلدان مجموعة الـ20 يوم الجمعة. ويتعين عليهم أن يفعلوا الصواب وأن يدعموا اقتراح الهند وجنوب أفريقيا المقدم لمنظمة التجارة العالمية. وأي اقتراح بديل لن يؤدي إلا إلى إبطاء العملية في وقت يمرض ويموت فيه الكثير من الناس. ويتوجب على كافة بلدان مجموعة الـ20 أن تعمل على دعم هذا الاقتراح. وسوف تناضل نقاباتنا في مختلف أنحاء العالم من أجل تحقيق هذه الغاية".