في أعقاب إعلان مطار جاتويك اليوم عن اعتزامه خفض طاقة استيعابه الصيفية، دعت نقابات عمال النقل صناعة الطيران إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة النقص في العمالة.
فقد دعا الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF) الشركات في مختلف أنحاء صناعة الطيران إلى اتخاذ تدابير عاجلة للعمل بشكل أكثر تعاوناً مع الحكومات والنقابات لرفع المعايير في مجال الطيران. وقد تمت الدعوة لهذا التعاون من أجل استعادة الصناعة كصاحب عمل مفضل، ومعالجة النقص في السعة، والتأخير في الرحلات، وطوابير الانتظار الطويلة، ومستويات الخدمة الهزيلة التي ابتليت بها الصناعة لعدة أشهر.
يواجه ملايين الركاب في جميع أنحاء العالم تأخيرات في رحلات الطيران وإلغاءات حيث تحاول صناعة الطيران تجنب المزيد من فوضى السفر بعد إلغاء عشرات الرحلات في اللحظات الأخيرة.
علق ستيفن كوتون، الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF) قائلاً:
"بينما شعر أخيراً المصطافون والمسافرون بالأمان أثناء السفر، فقد عادت القرارات التي اتخذتها شركات الطيران والمطارات في ذروة أزمة كورونا بالوبال عليها. إن قوائم الانتظار والتأخيرات وإلغاءات اللحظة الأخيرة التي نراها اليوم هي نتيجة الاستغناء عن أكثر من مليوني عامل ماهر عبر شركات الطيران والمطارات وخدمات الطيران.
"ولم تكن هناك حاجة لهذه الخطوة من جانب مطار جاتويك لو أن النداءات من قبل نقابات الطيران لبرامج الاحتفاظ بالموظفين، وسنوات من التحذيرات من انخفاض مستوى معايير التوظيف لقيت آذانًا صاغية.
"ويتعين على أصحاب العمل أن يعملوا بالتعاون مع النقابات والحكومات عبر مختلف أنحاء القطاع من شركات الطيران إلى المطارات – من أجل إصلاح المشاكل الأساسية التي أصابت الصناعة بالشلل. ومن أجل حل هذه الأزمة، تدعو نقابات النقل إلى استجابة منسقة على مستوى الصناعة لتحسين الأمن الوظيفي، ومعايير التوظيف، وبرامج التنمية الجارية. والحفاظ على حقوق العمال هو أمر أساسي لاستدامة هذه الصناعة على المدى الطويل.
"إن أصحاب العمل والحكومات الذين يوجهون أصابع الاتهام إلى بعضهم البعض لن يتمكنوا من إصلاح هذه الأزمة، أو إصلاح سلسلة التوريد التي أصبحت ممزقة لدرجة أنه لا يمكن إصلاحها إلا من خلال استجابة على مستوى الصناعة فقط. ويتعين على الحكومات أن تتدخل وتجلس مع أصحاب العمل والنقابات في مختلف أنحاء الصناعة من أجل التوصل إلى حل مستدام للأزمة. "
وقد كشفت التقارير النقابية أن العمال ما زالوا يكافحون في هذه الصناعة من أجل التعامل مع أعباء العمل الهائلة وهم ما زالوا يواجهون مستويات مرتفعة من غضب الركاب على الرغم من جهودهم الجبارة.
وأضاف السيد كوتون:
"لابد أن يتحول قطاع الطيران مرة أخرى إلى مكان طموح للعمل ــ حيث يشعر العمال بأنهم موضع تقدير. ولن يحدث هذا إلا من خلال زيادة مستويات الأجور، وتبني سياسات قوية للصحة والسلامة، واستقرار التوظيف، والأهم من ذلك كله إعلاء صوت العاملين في الصناعة.
"ومن المقلق أنه في خضم هذه الأزمة، لا يزال بعض أصحاب العمل لا يدركون ذلك. حيث طلب بعض المدراء التنفيذيون، مثل جوزيف فارادي من شركة ويز اير، من العمال العمل حتى وهم يعانون من الإجهاد. وفي مثل هذه الصناعة التي تشكل فيها السلامة أهمية حاسمة، فإن هذه القرارات قد تعني الحياة أو الموت، ولا يمكن لأصحاب العمل أن يستمروا في تعريض السلامة للخطر من خلال الحلول قصيرة الأمد.
"وليس هناك وقت للحلول قصيرة الأمد التي تعمل على ترحيل الأزمة ليوم آخر. يجب على أصحاب العمل في مجال الطيران أن يجلسوا مع النقابات لإيجاد حلول عملية للتعامل مع التحديات الحالية، والتحديات المستقبلية التي تلوح في الأفق، مثل النقص في قطاع مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة نتيجة التخفيضات في أعداد المتدربين خلال الجائحة والتي تفاقمت جرّاء متطلبات التدريب لمدة ثلاث سنوات، وتقاعد ما يصل إلى ثلث القوى العاملة خلال السنوات الخمس المقبلة.
"وفي غياب استجابة منسقة طويلة الأجل، فسوف نبقى ننتقل من أزمة إلى أخرى. ويتعين على الحكومات أن تتخذ تدابير عاجلة تعمل على الإبقاء على معايير العمل، وخاصة معايير السلامة، مرتفعة حتى لا يضطر أصحاب العمل إلى اللجوء إلى تقليص العمليات التجارية. "
وتشكل الاتفاقية الناجحة التي أبرمت مؤخراً بين نقابة FNV المنتسبة للـITF ومطار شيفول في أمستردام مثالاً قوياً على الكيفية التي يمكن بها لأصحاب العمل التعاون مع النقابات لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأزمة. وقد قطعت سلطة المطار خطوات كبيرة نحو استعادة سمعتها كمكان عمل مفضل، وذلك عن طريق رفع الأجور وشروط العمل ومعالجة المخاوف طويلة الأجل بشأن معايير الصحة والسلامة والمعدات، بالنسبة لجميع العاملين في مطار شيفول، ومن ضمنهم عمال الوكالات والمتعاقدون من الباطن.
كما حث الـITF الحكومات وأصحاب العمل على الاهتمام ليس فقط بالأزمة الناجمة عن نقص العمال، وإنما أيضاً بالتحذيرات التي يطلقها العاملون في هذه الصناعة. وتأتي دعوة النقابات هذه في أعقاب الوفيات المأساوية للعمال في مطار هيثرو بالمملكة المتحدة ومطار جيمبو في كوريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
واختتم السيد كوتون قائلاً:
"لدينا طيارون وطواقم طائرة يثيرون مخاوف جدية تتعلق بالإعياء في أسواق الطيران الرئيسية، بما في ذلك في الولايات المتحدة. ولا مفر من وقوع الحوادث الخطيرة عندما لا يتم احترام معايير العمل والسلامة. لدينا عمال يعملون لمدة 100 ساعة عمل أسبوعياً وهم يقومون بكل شيء بوسعهم لاستمرارية عمل الطائرات وإدامة حركة الركاب عبر مطاراتهم.
"لقد حان الوقت لكي يعمل جميع اللاعبين في هذه الصناعة معاً من أجل بناء صناعة طيران مستدامة ومرنة."
النهاية
عن الـITF: الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF) هو اتحاد ديمقراطي يقود النقابات المنتسبة ومعترف به على أنه السلطة القائدة للنقل في العالم. نحن نكافح بحماس لتحسين حياة العمل؛ وربط النقابات العمالية من 147 دولة لتأمين الحقوق والمساواة والعدالة لأعضائها. إنّنا صوت ما يقارب الـ20 مليون عاملة وعامل في صناعة النقل في جميع أنحاء العالم، بما يشمل أكثر من مليون بحار.